صعوبات التعلم
صعوبات التعلم: اضطراب يعيق عملية التعلم الطبيعية، وهذا الاضطراب يكون في العمليات التي تدخل في عملية التعلم مثل الذاكرة والإدراك والانتباه والتفكير واستراتيجيات التعلم، وكيفية معالجة المواد اللغوية الشفوية والمكتوبة، وغالباً تتأثر القراءة والكتابة (الإملاء، والتعبير التحريري، والخط ) وكذلك الرياضيات بهذه الاضطرابات، كما تتأثر بعض أنواع التعلم الأخرى.
الخصائص البارزة التي يمكن التعرف من خلالها على صعوبات التعلم؟
أول مظهر للمشكلة هو انخفاض الأداء الأكاديمي في مادة أو أكثر من المواد الدراسية، ويمكن أن تلاحظ ، من السنة الأولى الابتدائية وخاصة في القراءة، وفي الإملاء متى ما كان هناك تركيز على الإملاء، كما أنها تظهر في الرياضيات وقد يطول تأثيرها، وبقية المواد الأخرى، وخاصة ما يعتمد على القراءة وما يحتاج إلى حفظ. وقد يجد بعض التلاميذ مشكلة في فهم ما يدور في الفصل من نقاش وشرح، ونقل من السبورة وفهم الأسئلة التي تطرح شفوياً أو كتابة، كما قد يلاحظ الوالدان ضعفاً واضحاً في أداء الواجبات أو محاولة تجنبها.
ومن الناحية الاجتماعية قد يجد ما يقارب 30- 40% ممن لديهم صعوبات تعلم مشكلة في تكوين صداقات مع زملائهم، أو المحافظة على العلاقة مدة طويلة. ويعود معظم ذلك لعدم القدرة على قراءة مشاعر الآخرين وتعبيرات الصوت والوجه والبدن التي تحمل معنى للآخرين. وتزداد آثار صعوبات التعلم كلما زادت متطلبات التعلم.
مظاهر صعوبات التعلم:
هناك مجموعة من المظاهر أو العلامات لصعوبات التعلم التي قد تظهر على الطفل، والتي يمكن أن يؤدي الكشف المبكر عنها إلى مساعدة الطفل، ومن هذه المظاهر:
- عدم إظهار الحماس للقراءة أو الكتابة.
- مواجهة المشاكل في حفظ المواد.
- العمل بوتيرة بطيئة.
- مواجهة المشاكل في اتباع التوجيهات.
- صعوبة الاستمرار في التركيز على مهمة معينة.
- صعوبة فهم الافكار.
- عدم الاهتمام بالتفاصيل.
- أمتلاك مهارات اجتماعية سيئة .
- الاتسام بالفوضى.
العوامل المؤثرة على صعوبات التعلم، تشمل العوامل التي قد تؤثر على تطور صعوبات واضطرابات التعلم على ما يأتي:
- عوامل وراثية: تكون بعض من مظاهر اضطرابات التعلم وأنواعها، مثل: عسر القراءة، وعسر الحساب وراثية.
- حالات طبية: تشمل الحالات الطبية ضعف نمو الجنين داخل الرحم، والتعرض للكحول والمخدرات قبل الولادة، وانخفاض الوزن عند الولادة، كما قد تلعب إصابات الرأس أيضاً دوراً في تطوير اضطرابات التعلم.
- العوامل البيئية: ارتبط التعرض لمستويات عالية من الرصاص بزيادة مخاطر اضطرابات وصعوبات التعلم.
محكات صعوبات التعلم:
هناك العديد من المحكات التي يستخدمها التربويون لتشخيص صعوبات التعلم ومن أهم هذه المحكات ما يلي:
- محك التباعد او التباين:
يشير محك التباعد إلى وجود فرق دال بين قدرات الطفل العقلية (ذكائه) ومستوى تحصيله الفعلي في مجال واحد أو أكثر من مجالات الاستماع أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو الحساب، حيث إن ذكاء التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يقع ضمن المتوسط أو فوق المتوسط، إلا أن تحصيلهم الأكاديمي منخفض مقارنة بما يجب أن يكون عليه نسبة إلى ذكائهم. (عبد الناصر أنيس، 2003: 61)
2- محك التفاوت بين القدرات الذاتية:
يستدل مبدئياً على معظم صعوبات التعلم باضطرابات في القراءة أو الكتابة أو الحساب أي في جانب واحد أو أكثر من جوانب التحصيل المختلفة، وقد يستدل عليها أيضاً من الاضطرابات في الانتباه أو الإدراك، حيث إن هذه الاضطرابات تدعو إلى التشكك بوجود صعوبة تعليمية. ولكن من الجدير بالذكر وجود فروق داخل الفرد نفسه بمعنى أن تحصيل التلميذ ذي الصعوبة لا يكون منخفض في جميع المجالات الأكاديمية فقد يعاني التلميذ مثلاً صعوبة في القراءة في الوقت الذي يكون فيه تحصيله مرتفع في الحساب، ويعزى هذا التفاوت إلى أن القدرات الخاصة لا تتطور جميعها بنفس النسق، فنجد بعضها نامياً نمواً سوياً وبسرعة طبيعية بينما يتخلف غيرها، وينعكس هذا التفاوت في القدرات على مستويات تحصيل المواد المختلفة. (راضي الوقفي، 2003: 42)
- محك الاستبعاد:
ويعني استبعاد الحالات التي ترجع صعوبات التعلم فيها إلى التخلف العقلي أو إلى الإعاقات بصرية أو سمعية أو حركية أو إعاقة عقلية أو اضطراب انفعالي أو حرمان ثقافي أو بيئي أو اقتصادي أو نقص فرص التعليم، هو مأخوذ من بعض التعاريف المقدمة لصعوبات التعلم.
ويعتمد هذا المحك على استبعاد الحالات التي ترجع إلى:
– إعاقة عقلية.
– إعاقة حسية.
– حالات الاضطراب النفسي الشديد.
– حالات الحرمان البيئي الثقافي الاقتصادي.
أي يستبعد من حقل صعوبات التعلم كل طفل لديه إلى أي من العوامل السابقة إلا إذا كان يعاني من إعاقة مضاعفة، أي إعاقة ما بالإضافة إلى صعوبات تعلم. وبالتالي فإن الاستبعاد لا يعني أكثر من أن هؤلاء الأطفال المصابين بإعاقات أخرى غير صعوبات التعلم يحتاجون إلى برامج تعليمية وعلاجية تتناسب مع إعاقاتهم الأساسية.
- محك الصعوبات الأكاديمية:
تعتبر صعوبات التعلم الأكاديمية من أكثر المحكات المميزة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم لدى العاملين في المجال التربوي، وتتجلى هذه الصعوبات في صورة ضعف في المهارات الأساسية للاستماع والقراءة والكتابة والكلام وإجراء العمليات الحسابية والتفكير الرياضي.
- محك مشكلات الذاكرة:
أشار كل من سوانسون وسيز (2003) إلى الذاكرة بأنها القدرة على ترميز ومعالجة واسترجاع المعلومات التي يقابلها الفرد. وقد يعاني بعض الأطفال من خلل في مهارات الذاكرة ومن هؤلاء الأطفال ذوي صعوبات التعلم، الذين يعانون من مشاكل في أداء المهام الأكاديمية والمعرفية والتي ترتبط بالذاكرة، حيث يلاحظ عادة على الأطفال ذوي صعوبات التعلم مشكلات في التذكر السمعي والبصري، حيث لا تحتفظ الذاكرة لديهم بالمعلومات فترة كافية لمعالجتها وترميزها، وبالتالي ينسى هؤلاء الأطفال تهجئة الكلمات والحقائق العامة والرياضية والتعليمات الشفوية.
- محك التربية الخاصة:
يبين هذا المحك أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لا تصلح لهم طرق التدريس المتبعة مع التلاميذ العاديين، فضلاً عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين، وإنما يتعين توفير نوع محدد من التربية الخاصة من حيث (التشخيص والتصنيف والتعليم) يختلف عن الفئات السابقة.
- محك ضعف الوعي المعرفي (ما وراء المعرفة):
يفتقر الكثير من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم إلى معرفة الكيفية التي تعمل بها عقولهم، حيث إنهم لا يعرفون غالباً الاستراتيجيات المعرفية وما وراء المعرفية الملائمة لتسهيل انجاز المهام التعليمية، كما أنهم غير قادرين على تنظيم ومراقبة تناولهم لتلك الاستراتيجيات ومن ثم تقيمها وتعميمها، وبالإضافة إلى ذلك فان لديهم مشاكل في الدافعية وفي مهارات التنظيم الذاتي.
- محك اضطرابات اللغة الشفوية:
أشارت الأبحاث التي قام بها العديد من الباحثين ومنهم فيجانس (1983) وويرن (1983) وسكول(1981) Scholl ، إلى وجود خلل واضح في قدرات الاتصال اللغوية لدى العديد من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، وتتضح هذه المشكلات في القدرة على الاستماع والطلاقة اللفظية واللغة وتطوير المفردات اللغوية. وقد أظهرت الدراسة التي قام كل من جيبس وكوبير (1989) على عينة من تلاميذ المدرسة الابتدائية المصنفين على أنهم ذوي صعوبات تعلم اضطرابات تتراوح بين خفيفة ومتوسطة في اللغة الشفوية لدى 90.5% من التلاميذ المشاركين كما أظهرت اضطرابات في الطلاقة اللفظية لدى 1.2%من التلاميذ المشاركين في الدراسة كذوي صعوبات تعلم، وقد ظهرت العيوب اللفظية لدى 23.5% من التلاميذ.
- محك اضطرابات الانتباه وفرط الحركة:
إن اضطرابات الانتباه وفرط الحركة وصعوبات التعلم عبارة عن اضطرابان منفصلان، ولا يسبب أحدهما الآخر لكنهما غالباً ما يظهران معاً لدى نفس الشخص وقد بين كلٌ من باركلي وفليتشر وشايتز أن نسبة 30% إلى 50% من الأطفال ذوي صعوبات التعلم يظهرون اضطرابات في الانتباه وفرطاً في الحركة.وقد بين سيلفر(1990) أن اضطرابات الانتباه تظهر لدى الأطفال من خلال عدم قدرتهم على تركيز الانتباه على المهمة التعليمية التي يعالجونها، حيث أن فترة الانتباه لديهم لا تتجاوز بضع دقائق كما أن انتباههم يتشتت بسرعة وذلك لأنهم يستجيبون بسرعة كبيرة لأي منبه خارجي، مما يعوق استمرار انتباههم للمهمة حتى ولو كانوا واعين لأهمية تركيز انتباههم فيها. وتترافق هذه المشاكل في الانتباه بالتسرع وفرط الحركة حيث يتصف التلميذ بحركات كثيرة غير هادفة وقدرة متدنية على تحمل الإحباط ومشكلات في التنظيم الذاتي. (395-396 1990سيلفر )